الريان سوفت :على الدنيا السلام ,الريان سوفت :على الدنيا السلام ,الريان سوفت :على الدنيا السلام ,الريان سوفت :على الدنيا السلام ,الريان سوفت :على الدنيا السلام ,الريان سوفت :على الدنيا السلام ,




على الدنيا السلام

يظن الواحد منا أن الظلم يتمثل برجل يمسك بيده سوط يضرب به رعيته، ويأخذ خيرات البلاد لنفسه، وأن عديمي الأخلاق هم تجار المخدرات ومرتادي نوادي الرقص الليلية، وأن أصحاب القلوب القاسية المتحجرة هم القتلة و مصاصي الدماء...

والواضح أن كل ما أسلفت لم يعد يقتصر على هؤلاء، كما كان في الماضي، بل أصبح الآن أسلوب حياة،، ترى من ذاق الظلم كأس حنظلا، يذيقها الصاع بالصاعين لمن هم في مجال سيطرته، أما الأخلاق فهي ليست سوى أقنعة، يختفي و رائها أصحاب الأخلاق السيئة و الطباع الخبيثة، و ما أكثرهم.. ! أما القسوة فها هي تبدو أمامي بوضوح الشمس في عيني كل البشر.

على الدنيا السلام.. ولو أنها تساوي عند الله جناح بعوضة، ما أعطى منها للكافر شيء، ولجعل العدل و الدين سنة في الأرض، دنياا.. لا تنتظر منها إلا ما هو دنيء مثلها، ولا تنتظر أن تثق بأحد، أو يشعر بك أحد، فكل يغنى على ليلاه، و مصلحته فوق كل شيء، إذا لا تنتظر من أحد أن يبحث عن مصلحتك، وفي أحسن الأحوال ستجد من يشاركك المصلحة ويشاطرك الهدف، عندها فقط تراه يبحث عنها قبلك.


فلا الأب يعرف معنى الأبوة، و لا الأم تعرف قيمة الأمومة، ولا الأخ يعرف ما هي الأخوة، ولا الابن يعرف ما هي البنوة، ولن تجد من يعرف معنى الصداقة، ولا الإنسانية، يقولون" العب وحدك تيجي راضي" لأنه إن تقاطعت مصالحك مع أي منهم، تجده ينزع قناعه القديم، ويلبس حلة جديدة ، لترى الأنانية و الكذب و كثير من الحقد، وإن لم تكن طباعه سوء الأخلاق، فإنه سيستعملها خوفا منك، لأنه لن يتوقع في دنيا كهذه إلا ما تتوقعه أنت، فلأفضل بالنسبة له أن" يتغدى بك قبل أن تتعشى عليه"!

على الدنيا السلام، و قد أصبحنا نتعلم من أخطائنا مرة بعد مرة، و تجربة من بعد تجربة، عليك أن تنسى سذاجة الأطفال التي تعودت عليها، و تغسل قلبك من بقايا الطيبة و الرحمة، و تقف متأهب لهجوم جديد، كل يقف و يقول "يا أرض اشتدي ما عليكي حدا قدي"، و يبحث مجددا عن ضحايا جدد ليعلمهم معنى القهر، هل ستقف ضعيفا مكسورا أمام هذا التحدي، لا .. بل ستستعد مرة أخرى و تالية و رابعة و عاشرة، و ستكون الأقوى و الأقسى و الأقل رحمة في المرة القادمة.


على الدنيا السلام.. وقد أصبحنا نبحث فيها عن إنسان! إنسان فقط! ليس كائنا فضائيا بل بشر، يفهم على الأقل إنسانيتك و يشعر بك، تبحث فلا تجد.. و لن تجد!! لأن كل منا يبني حوله سياج لحدود بأسوار شائكة، ليحفظ طريق العودة جيدا عند حاجته لذلك، تجد بين كل هذا نفسك الحزينة المسكينة، محطمة تئن من شدة ما أصابها، ممزقة محطمة، تبسط يديك بحيرة ماذا تفعل!؟ لمن تلجأ؟ مع من تتحدث؟ و لمن تشكو ؟؟ تحمل قلبك الضعيف المهزوم في صدرك بذل، و بصمت شديد تعد نفسك والدنيا الحقيرة، و أنت تلعنها و تسبها بأقبح الشتائم، كما يفعل الكل، بأنك ستحفظ الدرس جيدا، و أنك لن تعود لأخطائك السابقة.

الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,


شكرا لك و على موضوعك الرائع

الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,الريان سوفت :رد: على الدنيا السلام ,


شكرا لك على المرور